ميتافرس.. آبل تنافس ميتا بخوذتها المتوقعة للواقع المختلط
وأجمع المراقبون على ترجيح إعلان “آبل” بعد طول انتظار عن أول خوذة من إنتاجها للواقع المختلط الذي يمزج بين الواقعين الافتراضي والمعزز، خلال مؤتمرها السنوي للمطورين.
وتتمتع خوذة “رياليتي برو” بمواصفات فنية “مذهلة” وستطرح في السوق بسعر يبلغ “نحو ثلاثة آلاف دولار”، وفقًا لما ذكره دان آيفز من “ويب بوش”.
وشرح المحلل أن الخوذة مصممة لممارسة ألعاب الفيديو ومشاهدة الأفلام والمشاركة في مكالمات الفيديو وممارسة الرياضة.
وأشار المحلل في “إنسايدر إنتيليجنس” يوري ورمسر إلى أن “آبل كانت تأمل في إطلاق منتج أقرب إلى زوج من النظارات منه إلى خوذة لألعاب الفيديو”.
لكنه أضاف “يبدو أنهم سيكشفون عن شيء أكبر (وبالتأكيد أكثر تكلفة)، لأنهم يريدون للمولعين بهذا المجال والمهندسين أن يستخدموه ويبدأوا في بناء نظام بيئي من التطبيقات المخصصة”، قبل تصميم أجهزة أخف وزناً وأرخص تكلفة لعامة الناس.
سيطرة ميتا
وتسيطر “ميتا” على قطاع الواقع الافتراضي راهناً، إذ استحوذت الخوذ من ماركة “كويست” على أكثر من 80 في المئة من السوق في نهاية عام 2022، وفقاً لشركة “كاوتنربوينت”.
وأطلق رئيس المجموعة مارك زاكربرغ الخميس، جهازا جديداً هو “كويست 3″، موضحاً أنها “أول خوذة موجهة للعامة مع واقع مختلط بالألوان عالية الدقة”.
ويتيح الواقع المختلط الانتقال من الواقع الافتراضي، الذي يغمر المستخدم في عالم افتراضي، إلى الواقع المعزز، حيث تظهر عناصر افتراضية متراكبة على بيئته الحقيقية.
ولفت زاكربرغ إلى أن خوذة “كويست 3” التي ستُطرح للبيع في الولايات المتحدة خلال الخريف بسعر يبدأ بـ500 دولار، “أصغر حجماً بنسبة 40%” من الطراز السابق و”أكثر راحة” للاستخدام، واصفاً إياها بأنها “أقوى خوذة” للعلامة التجارية منذ إطلاقها.
في نهاية عام 2021، اعتمدت فيسبوك اسم “ميتا” لشركتها الأم، انطلاقاً من رؤية تقوم خصوصاً على اعتبار الميتافيرس مستقبل الإنترنت، بعد الويب وأجهزة المحمول.
لكن جهود المجموعة العملاقة في مجال الشبكات الاجتماعية لم تفض حتى الآن إلى اعتماد خوذها على نطاق واسع.
وقد ازداد عدد مستخدمي هذه المعدات في عام 2021، خلال فترات الإغلاق أثناء الجائحة، لكنّ النمو تباطأ منذ ذلك الحين، ليراوح بين 5 و6% سنوياً، وفق “إنسايدر إنتلجنس”.
خشية من تفويت شيء
وبحسب شركة الأبحاث هذه، يستخدم حوالى 35 مليون شخص حالياً خوذ الواقع الافتراضي مرة واحدة على الأقل شهرياً في الولايات المتحدة، أو حوالى 10% من السكان.
وقال المحلل في “إنسايدر إنتلجنس” يوري ورمسر إن ميتا “ترغب في وضع المعايير لأنظمة تشغيل هذه التكنولوجيا الجديدة، كما فعلت غوغل وآبل على صعيد الهواتف الذكية”. وأضاف “نتيجة لذلك، لا تمانع الشبكة في بيع خوذ بخسارة لبناء قاعدة من المستهلكين”.
أما “آبل”، فتريد في المقابل “كسب المال من بيع أجهزتها، ولو كانت أعمالها الخدمية تنمو”.
وتشتهر المجموعة بأنها لا تُصدر منتجات جديدة إلا عندما يكون من المؤكد أنها ستُحدث ضجة كبيرة، حتى لو كان سعرها مرتفعاً جداً في البداية بالنسبة إلى عامة الناس.
ورأى مؤسس شركة “في آر دايركت” الاستشارية في مجال الواقع الافتراضي رولف إيلنبرغر أن الواقع الافتراضي سيتبلور أولاً على أي حال “في العمل وعلى مستوى الجامعات والتدريب”.
وأضاف أن الخوذة الجديدة، ولو كان سعرها ثلاثة آلاف دولار، “ستُحدث ثورة في الواقع الافتراضي والواقع المعزز ونظرة الناس إلى الميتافرس، في حال كان كل ما يروًج عنها صحيحاً”، إذ أن “المعجبين بأجهزة +آبل+ يخشون تفويت شيء”.