فن و ثقافةمشاهير

تَمُونْتْ إِدّْرْنْ…فليم أمازيغي يحكي عن التعايش بين الأديان

تعززت الخزانة الفنية المغربية بابداع جديد يحكي عن التعايش بين الأديان، تيلي فيلم أخرجه المبدع ” عبد العزيز اوسايح ” فكرة ابراهيم حماتة في عشرين دقيقة يتناول الفيلم القصير “تَمُونْتْ إِدّْرْنْ” لمخرجه عبد العزيز أوسايح موضوع التعايش بين الديانات السماوية الثلات؛ اليهودية والمسيحية والإسلام، انطلاقا من تجربة عاشها ثلاثة أشخاص مغاربة من هذه الديانات الثلاث قادتهم الظروف الى مشاركة رحلة في سيارة جنوب المغرب، وقد كانت الأفكار المسبقة سببا في دخول هؤلاء في مشاحنات وجدال سينتهي بهم الى الوقوع في مشكل أكبر لن يخرجوا منه الا بتعاونهم، ليدرك كلُّ منهم في الأخير بأن التعايش والمحبة والسلام هما الوضع الطبيعي الذي يجب أن يسود بين الجميع وان محبة الله للإنسان أعمق من كل شيء.
وقد عالج تيلي فيلم الذي كتبه صالح بيموحن وشخصه كبار ممثلي السينما الأمازيغية الحسين برداوز وعبد اللطيف عاطف ومحمد جامو، ولفتت القصة المحبوكة في طابع درامي انتباه المشاهد إلى أهمية التعايش الديني بين معتنقي الديانات السماوية، ليشخصوا وضع المغرب منذ قرون، وقد حبك المخرج عبد العزيز اوسايح القصة ليلخص ان السبيل الوحيد ليعيش الجميع في سلام وطمأنينة وأمان هو التعايش بين الأذيان . وقد استطاع المخرج كعادته التفوق والتميز في هذا العمل الابداعي بلمساته الفنية والاخراجية الرائعة.
وقد انطلقت أولى عروض تيلي فيلم
الفيلم بقاعة سينما “صحراء” بأكادير في مهرجان السينما والهجرة، كما سيشارك في الدورة 13 لمهرجان أسني وورغ الفيلم الأمازيغي بأكادير يوم الجمعة 30 شتنبر 2022 بنفس القاعة السنمائية التي اعيد ترميمهامؤخرا في إطار برنامج إعادة تهيئة مدينة اكادير ، حيث سيتم تكريم عبد العزيز أوالسايح ضمن فعاليات ذات المهرجان كعربون تقدير واعتزاز بما قدمه للسينما الأمازيغية والمغربية عموما.
ويعتبر المخرج الأمازيغي الكبير عبد العزيز أوالسايح، من أنجح المخرجين الشباب في مجال الفيلم الأمازيغي، وقد أنجز عشرات الأفلام والأعمال الفنية الأمازيغية بمجهوداته الجبارة التي بذلها طيلة 30 سنة في حقل الفيلم الأمازيغي. وضحى بالغالي والنفيس من أجل النهوض بالسينما والفن ووالثقافة الأمازيغية.
ورقة تعريفية عن المخرج عبد العزيز اوسايح:
ولد المخرج الامازيغي الكبير عبد العزيز أوالسايح Abdelaziz Oussaih في بلجيكا سنة 1972، وعاش مع عائلته هناك قبل أن يقرر العودة إلى بلده الأصلي المغرب باحثا عن هويته وجذوره الأمازيغية من خلال الفن الأمازيغي.
دخل المخرج الأمازيغي المتميز عبد العزيز أوالسايح عالم الإخراج السينمائي من بوابة التمثيل في بدايات تسعينيات القرن الماضي، عبر الفيلم الأمازيغي “تايري إيسيويدن” (الحب المرعب) ثم فيلم “تايتي واضان” (ضربة الليل) الذي مثل فيه مع مجموعة من رواد السينما الأمازيغية الأوائل مثل المرحوم أحمد بادوج والفنان عبد اللطيف عاطف والفنان الحسين برداوز والفنان أحمد نصيح وأحمد عوينتي غيرهم. بعد المشاركة في عدد من الأفلام الامازيغية، انتقل الفنان الأمازيغي عبد العزيز أوالسايح إلى عالم الإخراج، فأسس شركة للإنتاج الفني، اطلق عليها إسم “أيوز فيزيون Ayouz Vision”، وأنتج عبرها الكثير من الأفلام والأعمال الفنية المتنوعة والمختلفة الناطقة بالأمازيغية التي لاقت نجاحا كبيرا. وكان أول فيلم أخرجه عبد العزيز أوسايخ فيلم بعنوان “تالاليت Talalite” وكان ذلك بالديار البلجيكية، ثم أخرج أول فيلم طويل بالمغرب سنة 2006، وكان عنوانه “لحيلت توف العار” ومعناه الحيلة أفضل من الخصام، ثم بعده بسنة أخرج فيلم “تلوحت ن الوالدين” أي وصية الوالدين، ثم أخرج فيلم ”إليس ن لوزير” أي ابنة الوزير، ثم فيلم “لعفييت أومدوز” أي “نار القمامة” الذي تألق فيه الممثل الأمازيغي مبارك العطاش في دور عبايد، وفيلم “كرايڭات يان دلهم نس” وفيلم “أور ترا أفلا” .
ثم توالت عملية إخراج المزيد من الأفلام الامازيغية الدرامية والكوميدية الاخرى منها فيلم “حماد القران” ثم فيلم “أفوكو سوحوكو”، وفيلم “أمان ن مارور”، وفيلم ” تاوسنا” وفيلم “تيروكزا إيتمغارت” بطولة الفنانة فاطمة جوطان، وفيلم ” زرايفا” بطولة الفنانة نورة الولتيتي، و فيلم “أسيكل”، وعشرات الأفلام الأخرى والعديد من المسرحيات الأمازيغية، كما أخرج سلسلة “الكنز أور إيتكمالن/ عمي موسى” التربوية الموجهة للأطفال والكبار. وكل هذه الأفلام والأعمال الفنية التي أخرجها عبد العزيز أوسايح لاقت استحسانا كبيرا من الجمهور المتلقي، وما يميز أفلام عبد العزيز أوسايح عن غيرها اكثر أنها تحمل دائما رسائل تربوية للمشاهد. وبالنسبة للإنتاج التلفزيوني، فقد عمل المخرج عبد العزيز أوالسايح على إخراج العديد من الافلام التلفزيونية، منها فيلم “تينيكيت Tiniguite” أي (الشاهدة)، قبل أن ينخرط في إخراج سلسلة السيتكوم الرمضاني “تكمي مقورن” لفائدة قناة تمازيغت، وهي السلسة التي لاقت نجاحا كبيرا .
يميل المشروع السينمائي لأوسايح إلى إزالة الغبار عن الثقافة الأمازيغية الاصيلة من خلال نقل القصص والحكايات التراثية الأمازيغية إلى الشاشة وتوظيف الديكور واللغة وأماكن التصوير لربط الجيل الحالي بأسلوب العيش الأمازيغي الأصيل، وهو ما ظهر في فيلم “زرايفا” و”ايسكل” وافوكو س اوحوكو” و”أحمد القران” ليتواصل نفس الابداع عند المخرج الأمازيغي الكبير بعمله الأخير ” تامونت ءيدرن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *