مهرجان كناوة يراهن على التراث الحي من أجل برمجة موسيقية استثنائية
وأوضح بلاغ للمنظمين أن “الأصالة، والجرأة، والتواتر…هي كلمات جوهرية ومفاتيح الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان كناوة وموسيقى العالم”، مؤكدا أن “رهان المهرجان كبير هذه السنة على برمجة متميزة ومثيرة تحمل في ثناياها قصصا غنية، تعبيرات ثقافية أصيلة ودلالات عميقة لدى الجماعات والمجموعات التي أنتجتها وحافظت عليها وثمنتها وأبرزت قيمها الإنسانية والفنية”.
وحسب المصدر ذاته، فإن الأمر يتعلق بموسيقى كناوة أو بالريغي أو بطبول البورندي وهي عناصر ثقافية مدرجة من طرف منظمة اليونيسكو ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للبشرية، أو بفن القوالي المدرج في قائمة التراث الوطني لباكستان.
ووفاء لفلسفته الأصيلة وسيرا على النهج الذي رسمه لذاته، يضيف البلاغ، يستمر المهرجان في تقديم نفسه كمختبر موسيقي حقيقي وفضاء للقاء ومسرحا لكل الاحتمالات الممكنة. وهو فضاء لم ينقطع فيه قط حبل التواصل والحوار بين الأجيال المختلفة، وفيه أيضا أصر ويصر حاملو التقاليد والعادات العريقة على مصاحبة الأجيال الحالية من أجل ائتمانهم على حمل مشعل هذا الكنز الإنساني الحي والعمل على ضمان استمراريته بفخر وقناعة واعتزاز، مع الحفاظ على الحيوية والجرأة والإبداعية التي تميزه.
وبحسب المصدر ذاته، لطالما كانت منصات المهرجان شاهدة على لقاءات مثيرة بين “المعلمين” وتلامذتهم، حيث سلم الأولون مشعل فنهم لحامليها الجدد من الشباب الموهوب، مبرزا أن الدورة من المهرجان لن تحيد عن هذه القاعدة التي تم ترسيخها.
وخلص البلاغ إن الدورة الـ24 للمهرجان اختارت خلق تنوع وتمازج حيوي بين التراث والتجريب والتجديد الخلاق، وذلك من خلال العديد من النماذج من قبيل “المعلم” عبد الكبير مرشان الزاهد الصارم، وعزم وجرأة “المعلم” الشاب خالد سانسي الذي ينتقل بسلاسة بين التراث الكناوي الأصيل وفن المزج والرقص المعاصر، مرورا بكي ماني مارلي وارث سر والده والذي نجح بامتياز في مزج فن الريغي بالراب والهيب هوب، إلى الهرم الكبير إلياديس أوشوا أحد أكبر المدافعين عن الموسيقى التقليدية بفرقة إلكوميتي، الفرقة الأكثر شهرة للموسيقى الأفرو-كوبية.