عائلة أوكرانية تحظى بمنزل مجاني في بريطانيا..والمتبرع مفاجأة
يحظى اللاجئون الأوكرانيون في المملكة المتحدة وأوروبا، بمساعدات من جهات مختلفة، إلا أن التجربة التي حظيت بها عائلة أوكرانية في بريطانيا، كانت من طراز آخر، كونها جاءت من أحد أعظم نجوم “الروك أند رول” على الإطلاق.
روستيسلاف وأولينا وأطفالهما تاراس (17 عاما) وكوستيا (16 عاما) ورومان (13 عاما) وماريا (10 أعوام) وديمترو (عامان)، تركوا منزلهم في أوكرانيا هربا من الحرب التي تشنها روسيا على بلادهم، ونجحوا في الوصول إلى بريطانيا، إلا أنهم لا يتكلمون الإنجليزية ولا يمتلكون أي أموال، مما يجعل عملية التأقلم بالنسبة لهم أكثر صعوبة.
وبعد وصولهم إلى بريطانيا، حظيت العائلة بمنزل مجهز بالكامل، مدفوع الفواتير والإيجار لمدة عام على الأقل، لكن المفاجأة كانت أن مالك المنزل هو نجم “الروك أند رول” البريطاني المخضرم، رود ستيوارت (77 عاما).
وتعليقا على هذه الخطوة، قال السير رود ستيوارت لصحيفة “ميرور” البريطانية: “مشيت عبر الباب ونزلوا جميعا وهم يركضون على الدرج، مرتدين الزي الوطني الأوكراني بشكل جميل. كان أمرا رائعا أنهم بذلوا جميعا هذا الجهد. لقد صنعوا لي كوبا من الشاي وتناولنا الكثير من البسكويت والشوكولاتة، على الرغم من أن الرضيع استمر في أخذ كل ما لدي”.
وأشار إلى أن القصة بدأت في إحدى الأمسيات قبل عدة أشهر، عندما كان يتابع مع زوجته بيني، مشاهد من الحرب في أوكرانيا بنشرة الأخبار، وشعرا بالحزن الشديد وضرورة تقديم أية مساعدة ممكنة.
وتابع: “لا يمكن للكلمات أن تصف ما كنا نشاهده. قلت لبيني إنه لو كانت التقارير الإخبارية بالأبيض والأسود لشعرنا وكأننا نشاهد لقطات من الحرب العالمية الثانية”.
واستطرد: “لقد ولدت بعد الحرب مباشرة، لذلك فإن أسرتي لديها الكثير من الذكريات عنها. هكذا كان الأمر مدمرا بالنسبة لي. لم أكن أعتقد أننا سنرى أمثال الحرب البرية بالدبابات مرة أخرى”.
ومنذ تلك اللحظة، كان ستيوارت مصمما على محاولة إحداث فرق، وقال: “اعتقدت أنا وابن أخي وارن أنه من الأفضل أن نفعل شيئا، فاقترح أن نجمع بعض الشاحنات ونملأها بالإمدادات وكل ما يحتاجون إليه”.
وأوضح أنه تم بالفعل إرسال 3 شاحنات وفريق إلى أوكرانيا، وعادت الشاحنات محملة بـ16 لاجئا نقلتهم إلى برلين.
وبالرغم من أن المهمة حققت نجاحا، فإن ستيوارت لم يرغب في التوقف عند هذا الحد، فنجح في التواصل مع روستيسلاف وعائلته، الذين لم يكونوا جزءا من اللاجئين الستة عشر.
وإلى جانب المنزل الذي قدمه لهم، قام ستيوارت كذلك بتوفير فرص عمل لاثنين من اللاجئين الآخرين في ممتلكاته مترامية الأطراف في إسيكس، وأحدهما يعمل الآن بستانيا لديه.
ولدى سؤاله عن السبب الذي دفعه للتحدث علنا عن هذه الخطوة، قال: “فكرت مليا قبل نشر هذه التفاصيل على الملأ، لكن حصولي على لقب فارس في عام 2016 (لخدماته في مجال الموسيقى والأعمال الخيرية) غيّر بشكل كبير من طريقة تفكيري”.
واختتم حديثه بالقول: “عادة ما أبقي كل جهودي الخيرية في الخفاء، لكنني فكرت (أنا فارس)، لقد حصلت على لقب الفروسية بسبب الأشياء التي حققتها في حياتي والعمل الخيري الذي قمت به على مر السنين، لكن هذا كان من الماضي؛ أريد أن يُرى أنني أفعل شيئا، يجب أن أستخدم قوتي لأفعل شيئًا للناس. أنا متأكد من أنه إذا كان هناك أشخاص يرون ما أفعله، فسيقدمون المساعدة كذلك”.